سمير بن عرفي ..إبن ” العزاز ” .. صاحب الإنجاز ..ومفخرة حمام الغزاز

لمّا تحط  الرحال  في مؤسسة CONFECTION DU CAP BON و تجلس مع وكيلها  السيد  سمير بن عرفي لا يجول بفكرك  الا قوله تعالى :” يَٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَٰقِيهِ” ..

فأي ملامح   سعادة و حجمها ينتاب المرء حين يجالس احد صنّاع المستقبل.و أي بهجة تغمر لبّ لبّ القلب و المرء يلامس نجاح   احد أبناء بلدنا الذين ولدوا من رحم المتراس و بين الناس صار اسما ذي قيمة و معنى .

في ثمار تعبه .. في نتاج  جهده … في عصارة فكره … يجلس وراء مكتبه ليبسط يده على إدارة مؤسسته CCB هناك تحدثنا مع  رجل كافح و ناضل و عَضَّ على مؤسسته  بالنواجذ و تشبعّنا بكرم الضيافة  و المزج بين الفكر و اللطافة …هو هكذا بتلك السكينة و الهدوء  كقهوة الصباح عادة صباحية لا تكتمل بداية اليوم  الا به …فعند البعض هو المبتسم الضاحك  الناقد الصارم  الجاد و عند البعض الأخر قلبهم  النابض بالودّ و عند البعض الأخير شاهقا  مثل النخلة  في  عراجينها … هو رسم  لإنسان ممتلئ بالتفاصيل و التفاصيل  تكمن  في شخصيته . شخصية قفزت دون وثيقة سفر رسمية لتتخطى كل حدود الممكن..

مسيرة احد أبناءنا ” العزاز ” …ولد حمام الغزاز

سمير بن عرفي وكيل مؤسسة CCB فضلا عن إشرافه على مؤسسة أخرى بطابع محلّي تشتغل بنفس الجهة.هو واحد من أبناء المدرسة العمومية  تدرّج في دراسته  عبر  المؤسسات  التربوية بحمام الغزاز ثم  تلقى تكوينا  في مركز التكوين  بالدندان  تحصل على إثره على شهادة تقني –فني في الملابس  .. بدأت مسيرته المهنية بالعمل مع  المرحوم فوزي الشريف  في  المنطقة الصناعية قصر السعيد  لمدة 5 سنوات  ثم التحق  بمؤسسة VTL   سنة 1997 قضى خلالها زهاء 22 عاما راكم من خلالها تجربة غنية و ثرية  قرّر على إثرها  إرساء هذه المؤسسة قبيل مغادرته  و منح إشارة القيادة  الإدارية  إلى  الحرم المصون السيدة عبير زهيوة .

رحلة مع صيرورة CCB

 

رغم إدراكه لصعوبة الاستثمار في القطاع  على اعتبار  جملة العراقيل المتنوعة من اليد العاملة إلى  الكلفة إلى المنافسة  إلى  الوضعية العالمية لقطاع النسيج  و البيروقراطية و غيرها  إلا انه  جازف اخذ بتوصيات الأصدقاء و معتمدا على  كنش علاقاته الكبيرة و خاصة تجربته المهنية ووجد تمويلا من شريكه  السيد شكري بن مبروك الذي وجد في  السيد سمير الخبرة و القدرة و الثقة و الصبر و العمل  لتأسيس هذه المؤسسة.

و تعد CCB المؤسسة الأم حيث تأسست منذ أكتوبر 2018 انطلقت أولى خطواتها ب7 عملة من خلال العمل على المراقبة و الكي contrôle et repassage  ثم أخذت طريقها من خلال  العمل على الخياطة LE FAÇONNAGE   بكميات قليلة عبر  المنصات المتاحة plateformes . ليكون نهاية 2019  المنعرج الحقيقي للمؤسسة من خلال  التعاقد  مع  حريف  مباشر  من ألمانيا  متخصص في  خياطة  أزياء الشرطة و الحرس و الجيش و الحماية المدنية و الديوانة في ألمانيا .  فضلا عن الاشتغال  معهم  في خياطة ملابس العمل الخاصة بالوقاية .

بعد حصوله على مكافأة خروجها من مؤسسة VTL ضخ جزءا من ماله في مؤسسته الفتية و استعان بقرض بنكي لتوسيع النشاط و تجهيز المعمل بآلات جديدة…دون أن ينسى وكالة النهوض بالصناعة و التجديد و دعمها له إبان ما قام به من توسعة و تجديد من خلال منحة أولى ب25 ألف دينار و ثانية ب15 ألاف دينار..

لم يكن صمود و استقرار و نجاح مؤسسة CONFECTION DU CAP BON

من عدم بل كان وراءه فكر مستنير ووكيل برتبة مكوّن و لا أدل على ذلك تجربته في المؤسسة التي استقال منها حيث رفّع من عدد العملة من 437 إلى 1000 عامل و عاملة من أصحاب الكفاءات في القطاع. بعد ان  تربّى  على يده جيلا وراء جيل  معتبرا هذا الرقم فخرا لا يقل أهمية عن إنجازات شركته الربحية. و  تكوين اليد العاملة الكفؤة خبرها السيد سمير بن عرفي و اقتدى إلى  التركيز على 3 قواعد أساسية دون اعتبار قاعدة الحريف  المميّز إلا وهي :

  • الجودة
  • الإنتاجية
  • الانضباط

و ثالثتهم يكوّنون حلقة متكاملة في شكل سلسلة مرتبط بعضها ببعض فإذا ” اشتكى منهم واحد تداعت له البقية ”

المؤكد  انه ليس من الهيّن أو السهل أن يكون  اشتغال  مؤسسة سمير عرفي  مع  حريف  ألماني  و تجهيز الأجهزة الأمنية و العسكرية فالحرفاء الألمان المعلوم  عنهم أنهم من أصعب الحرفاء تشددا  في  المهنة و أكثرهم  تدقيقا في جودة المنتوج  فضلا عن كون القطاع الموجه له المنتوج جدّ  حساس على اعتبار أننا نتحدث عن القوات الحاملة للسلاح في ألمانيا  …  فهذا المعطى حتما يمنح صورة واضحة على أهمية هذه المؤسسة و حرفيتها و دقتها و تميزّها..

7 سنوات من العمل و الاجتهاد و التعب و الكد و إيصال الليل بالنهار  على حساب  العائلة و الصحة  مكافحا مناضلا متحدّيا  لم يراكم من خلالها ثروة  رغم النجاح  و مرّ بفترات  صعبة  أرهقته و فكّر حتى  في التخلّي  عن مشروعه  بعد  جملة من  الضغوطات و التثقيلات المشطّة التي سيقت له  من  الإدارات العمومية دون مبالاة و لا  دراسة و لا حتى اعتبار  لقيمة الاستثمار و صعوبة البدايات و لا أدّل على ذلك ما تمّ تثقيله عليه بمبلغ 22 ألف دينار ” redressement”  رغم الإعفاء الضريبي المتمتع به لمدة 4 سنوات و الممنوح  له قانونا من الدولة  التونسية .

فرغم الكمّ الهائل من هذه الصعوبات إلا أن سمير بن عرفي استطاع أن يكوّن مصنعا يضمّ اليوم زهاء 150 عاملا و عاملة محققا دخلا محترما لآلاف الأسر العفيفة.بل و أصبح المصنع يشار إليه بالبنان حيث بلغت قيمته التسويقية 700 ألف دينار

لم يكن تأسيس مؤسسة CCB و توسعها  بالأمر الهيّن ..فصاحبها في السنوات  الأولى ضاق الأمرين و بلغ به الأمر حتى اللجوء القسري إلى التداين من أجل خلاص  عمّاله و الحفاظ  على مولوده  الفتّي  و الإرساء  به  في برّ الأمان  ليحقق اليوم  نجاحا  يعتبره بن عرفي  نسبيا  و لكنه  مهمّ في  المشهد الاقتصادي  التونسي  و رافدا و دافعا له .

باقة ورود

  • الباقة الأولى : لسيدتنا الكريمة عبير زهيوة  حرم سمير بن عرفي نموذج المرأة المناضلة الطموحة التي تميزت بجمعها بين التحصيل العلمي والتقني الاستراتيجي والحس الروحي الذي يبحث عن الأفضل في الإنسان في كل ثقافة ينهل منها جامعة بين الأصالة والحداثة وبين الخصوصية والكونية، استطاعت بفضل حنكتها أن تحجز مكانها وسط عالم يسوده الرجال، بأن تتبوأ مكانة مميزة بعد إن وجد فيها زوجها  خصال الثقة و التفاني و حب العمل و تحمّل المسؤولية  ليجعل منها المشرفة العامة  على المؤسسة تسيرها وفق رؤية جامعة بين الكد و الجد و الهدوء و العطاء  في فضاء مهني عائلي قوامه الحب المتبادل بعيدا عن كل مسميات أخرى  بتلك العلامات  التي تثني عليها طابع الانجاز  فالثقة قوامها و الصدق عنوانها و الصبر و المثابرة سلاحها و الحزم و اللين قاعدتها …
  • الباقة الثانية : الى السيد  شكري مبروك  الذي مثّل السند و المدد  لهذه المؤسسة و طبع بصمته بها .. حيث أمن بصاحبها و فكرته و ازره و كان العون منه و به
  • الباقة الثالثة :  الى وكالة  النهوض  بالصناعة و التجديد  و الى كافة اطاراتها لما وجده  الوكيل من حظوة  و ارشاد  في التعامل معه و مساعدته  له بالقانون من اجل الحصول على منح التحفيز التشجيع المنوحة من قبل  الدولة

اخر الكلام

ان  تسليط الأضواء على  سمير بن عرفي  هي اعترافا بقيمة من قضى عمره مناضلا كادحا و ما عرف للهزل و اللهو وقتا و تكريما لمجهودات  تونسي  قنوعا  تمسك بمشروعه  بعد أن وضعه و  ربّاه و كبّره كما  تربّي الأم رضيعها   … و  ابراز اسم  سمير بن عرفي  في دائرة الاعلام  هي  إخماد  لشهرة مزيفة عشقها الكثيرون رغم فضاعة تاريخهم، وفضاعة ما يكسبون، وفضاعة ما قد لا يكسبونه ،  بل ويعشقون أن يكتب عليهم حتى وهم لا يملكون غير أقمصة يضعونها على أجسادهم وعوراتهم في زمن لا يستحي فيه المرء ولا يخجل من نفسه  وهو بلا تاريخ وبلا أمجاد.

 جالسه:  محمد أبو علي

النص : الحبيب العرفاوي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *