إلى الشعب المصري: لو كان التونسيون على حدود فلسطين لحررّوها ؟

في ظل المأساة المتفاقمة في قطاع غزة، وانتشار صور الأطفال الجياع، يتردد على ألسنة الشارع العربي قولٌ رمزي:

“لو كان جاء الشعب التونسي على حدود فلسطين، لحرّر غزة.”

عبارة لا تُقال على سبيل المقارنة أو الانتقاص من أي طرف، بل تُحاول أن تُوقظ شيئًا نائمًا في وجدان الشعوب، وخاصة الشعب المصري، بحكم الجغرافيا والتاريخ والدور المحوري الذي لعبه — ويلعبه — في القضية الفلسطينية.

🧭 لماذا التونسي؟ ولماذا غزة؟

الشعب التونسي، رغم بعده الجغرافي عن فلسطين، أظهر في السنوات الأخيرة حماسة شعبية هائلة تجاه القضية الفلسطينية. شهدنا مظاهرات حاشدة، حملات جمع تبرعات، ضغطًا على مؤسسات الدولة لإلغاء التطبيع، وحتّى دعوات للتطوع للقتال في غزة.

السؤال هنا ليس: هل كان ليحرّر غزة حقًا؟ بل:
هل لا يزال في الشعوب العربية من يمتلك الروح والجرأة والرغبة في كسر القيد ولو رمزيًا؟

🇪🇬 وماذا عن مصر؟ الموقع وال

مصر تمتلك الجغرافيا، التأثير الإقليمي، الثقل السياسي، والتاريخ الطويل مع القضية الفلسطينية. قطاع غزة متاخم لحدودها الشرقية، وكان في مراحل كثيرة تحت مسؤولية سياسية وإدارية مصرية.

لكن المفارقة أن ما يُعبّر عنه كثير من المصريين اليوم هو الإحباط والعجز، وربما الخوف، في وقتٍ يتطلب فيه الظرف رفع الصوت، والضغط الشعبي، والتحرك الرمزي على الأقل.

⚖️ هل الشعب المصري أقل حماسة؟

قطعًا لا. لكن هناك عوامل مركبة:

  • القيود السياسية الصارمة على الحراك الشعبي.

  • رواسب التعب والإرهاق من الصراعات الداخلية.

  • شعور عام بـ”عدم جدوى التحرك” أو غياب التأثير.

لكن الوعي المصري لم يمت. وإذا تحرك الشعب بطرق سلمية، مدروسة، منظمة، وذات بُعد إنساني، يُمكن أن يُحدث تغييرًا حقيقيًا في المزاج السياسي العربي.

🔥 من أجل غزة: ماذا يمكن للمصري أن يفعل اليوم؟

  1. إعادة الوعي الشعبي عبر وسائل التواصل والإعلام.

  2. الضغط من أجل دعم إنساني دائم لغزة عبر منظمات المجتمع المدني.

  3. إعادة طرح فلسطين كقضية قومية مصرية، وليس فقط دينية أو إنسانية.

  4. رفض التطبيع الإعلامي والثقافي والاقتصادي مع المحتل.

💬 خلاصة:

عبارة “لو كان جاء الشعب التونسي على حدود فلسطين…” ليست مقارنة بين شعوب، بل صفعة رمزية لضمير الأمة.
وإذا كان لتونس بعدُ الضمير، فإن لمصر قلبُ الأمة… فمتى يتحرك القلب؟

مقالات ذات صلة

Leave a Comment