اخبار النجوم

الدَّين العاطفي…ألا أستحق شيئًا؟؟

رندة شبّاح

 

 قال لي: “ماذا عليَّ أن أفعل بعدُ… لتقتنعي أنني مختلف؟”

قالها بلهجة رجل تعب من التمثيل، لا من العطاء.

كان قد أمطرني بالهدايا، بالمجاملات، بالمواقف التي لم أطلبها، ثم راح ينتظرني عند نهاية كل جملة، كل ردّ، كل ابتسامة…

كأنما يقول: “دفعتُ الثمن، آن أوان القبض.”

…وأنا، لم أعد أجهل نوع هذه العلاقات. تعرفونها جيدًا. ذلك النوع الذي يبدأ بلطف مفرط، باهتمام مُفخّخ، بأفعال تُقدّم على أنها “من طيب الخاطر”، لكنها تُسجّل في دفاتر خفية.

——————————————————————-

 ذات مساء، كنت مضغوطة بسبب مشروع طارئ في العمل، وطلبت من الزملاء أن لا يُقاطعني أحد.

لكنّه دخل رغم ذلك، وقال أمام الجميع: “أحضرتُ لكِ بعض الملفات التي قد تساعدك، وراجعت الترجمة نيابة عنك… فقط لأوفر عليكِ التعب.”

تفاجأت. لم أطلب منه شيئًا. شكرته، وواصلتُ عملي،بينما كان هو ينتظر مني ما هو أكثر من الشكر.

بعدها بساعات، وصلتني رسالة منه يقول فيها: “أشعر أنني أُعامل وكأنني موظف عندك، رغم كل ما أبذله لأجلك.”

حينها فهمت. كل ما فعله لم يكن حبًّا ولا مروءة. كان استثمارًا… يتوقع أرباحه.

وحين قرّر أن “يتكلم بصراحة”، قال: “أنا كنت دائمًا إلى جانبك. ألا أستحق شيئًا؟ على الأقل… أن لا ترفضيني بهذه الطريقة.”

نظرت إليه طويلًا، ثم قلت: “أنت لم تكن تساعدني، بل كنت تراكم الديون. لم تكن كريمًا، بل كنت تُعدّ الفاتورة.

” الحبّ ليس صفقة. والمعروف حين يُقدَّم بنيّة استرداد، لا يُدعى معروفًا، بل فخًّا. وبعض الرجال لا يقدّمون لك المساعدة حبًّا فيك، بل حبًّا في أن تكوني مدينةً لهم. هكذا تعلّمت الدرس. وكتبته في مفكرتي ذات مساء:”ما فماش قطّوس يصطاد لربي.”


اخر الكلام 

بعض الأيادي التي تمتدّ إليك، تُحاول أن تربطك بلُطف. وبعض الكرم… ليس إلا شبكةً ناعمة، يُخفي فيها الصيّاد نيّته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى