SERHAZAN GROUP TUNISIE
لوكا فريديسا و كريستينيا ديقيان
بمساعدة رشيد دكنو
Rue MS 27, Route Nabeul Tazarga, KORBA, Tunisie
في وطنٍ لا تزال فيه الحاجة ماسّة إلى استثمارات حقيقية تخلق الثروة وتوفر مواطن الشغل، يبرز مشروع جديد في منطقة الوطن القبلي، يجمع بين الخبرة الأوروبية والكفاءة التونسية، ليكون أكثر من مجرد مصنع، بل نموذجًا لشراكة ذكية وتكامل ناجح.
المشروع، الذي يُعنى بصناعة المجوهرات المزيفة (BIJOUTERIE FANTAISIE)، هو مبادرة مشتركة بين المستثمرين الأوروبيين لوكا فريديسا من إيطاليا وكريستينا ديقيان من رومانيا، ويهدف إلى أن يكون مصدرًا كليًا للتصدير نحو السوق الأوروبية، مع طموح واضح لخلق 100 موطن شغل مباشر في المدى القريب.
تونس… الأرض التي تحتضن الحلم
اختار لوكا وكريستينا تونس بعناية. فالمناخ المعتدل، الموقع القريب من أوروبا، الكلفة التنافسية، والأهم من ذلك اليد العاملة الماهرة، كلها عوامل جعلت من الوطن القبلي بيئة مثالية لهذا النوع من الصناعات الخفيفة واليدوية.
يقول لوكا فريديسا:
“عندما زرت تونس أول مرة، شعرت أنني في المكان المناسب: طاقة بشرية هائلة، وناس يتقنون الصنعة، وأرض مفتوحة على التطوير. من هنا بدأت الفكرة تتحول إلى مشروع حقيقي.”
رشيد دكنو… الكفاءة التونسية التي صنعت الفارق
إلى جانب الشريكين الأوروبيين، يقف اسم تونسي لامع ساهم بشكل محوري في إطلاق المشروع وإنجاحه منذ اللحظات الأولى، وهو السيد رشيد دكنو، الذي يشغل خطة المساعد التنفيذي المحلي والمدير اللوجستي.
رشيد، الذي عرف بمسيرته المهنية المتنوّعة خاصة مع مؤسسات أجنبية عاملة في تونس، يشهد له الجميع بـالجدية، الانضباط، والدراية الدقيقة بكواليس الإدارة التونسية. لعب دور الواجهة التونسية للمشروع، وساهم في حل العديد من التحديات اللوجستية والقانونية خلال مرحلة التأسيس، فضلاً عن توليه الإشراف على تنسيق العلاقات مع الموردين المحليين وتجهيز المصنع بالكامل بمعدات تونسية.
تقول كريستينا ديقيان:
“لو لم يكن معنا رشيد، لكانت الأمور أكثر تعقيدًا. إنه لا يفهم فقط السوق التونسية، بل أيضًا عقلية المستثمر الأجنبي. هو الجسر الذي مكّننا من الانطلاق بثقة وسلاسة.”
من الفكرة إلى الواقع
انطلق المشروع فعليًا في الإنتاج، وبدأ المصنع في تصنيع أولى تشكيلاته من الحليّ المزيفة ذات التصميم العصري، باستخدام خامات مختارة بعناية، بأساليب يدوية تعتمد على مهارة العامل التونسي، وإشراف فني أوروبي.
تستهدف هذه المنتجات السوق الأوروبية، وخاصة إيطاليا ، التي تعرف طلبًا متزايدًا على المجوهرات الاصطناعية الأنيقة ذات الجودة العالية.
تشغيل واستقرار… وخلق قيمة مضافة
المشروع في طور التوسّع، حيث يسعى أصحابه إلى بلوغ 100 موطن شغل مباشر، مع الأولوية لأبناء الجهة، خاصة الفتيات، وتمكينهن من تكوين مهني فني في مجال تصميم وتجميع المجوهرات.
الأجمل في هذه المبادرة، أن كافة تجهيزات المصنع محلية الصنع أو التوريد، ما يعني أن المشروع لا يخلق مواطن شغل فقط، بل يضخ قيمة مضافة في الاقتصاد المحلي.
مستقبل واعد… ودعوة للدولة
إن ما حققه هذا المشروع في ظرف وجيز، يعكس إمكانات تونس الكامنة حين تتوفر الإرادة، والتسهيلات، والشركاء المناسبون. وهو دعوة صريحة إلى السلطات التونسية لمزيد:
- تبسيط الإجراءات الإدارية للمستثمرين الأجانب
- دعم المشاريع الموجهة كليًا للتصدير
- تسهيل المعاملات البنكية والجمركية
- وتشجيع الشراكة بين المستثمر الأجنبي والكفاءة التونسية
في الختام…
ما بين طموح لوكا وكريستينا، وخبرة رشيد دكنو، وكفاءة اليد العاملة التونسية، ولد مشروع يستحق الاحترام والدعم. ليس لأنه فقط يخلق الشغل ويُدرّ العملة الصعبة، بل لأنه يثبت أن تونس، حين تُحترم قدراتها، يمكن أن تكون أرض انطلاقة لا مجرد معبر.
فهل نملك الجرأة لتكرار هذه التجربة؟
نأمل ذلك.
الحبيب العرفاوي