دوز :قيادة إدارية نموذجية بدعم من السلطة الجهوية

دوز… حين تمتزج رمال الصحراء برائحة النظافة وجمال المدن
في الجنوب الغربي لتونس، حيث الرمال تنسج حكايات من عبق التاريخ، تقف مدينة دوز شامخة وجميلة، لا كمدينة صحراوية فحسب، بل كنموذج حديث لبلدية نظيفة، منظمة، وحيوية.

دوز لم تعد مجرد محطة للسياحة الصحراوية والمهرجانات الفولكلورية، بل أصبحت رمزًا للنجاح الإداري، والتوازن بين الأصالة والحداثة. ويكفي أن نعرف أنه في سنة 2024، تم تصنيف بلدية دوز من بين أربع بلديات فقط نالت لقب “الأكثر نظافة وجمالية” في الجمهورية التونسية.

جمالية تُدهش الزائرين
ما إن تطأ قدماك مدينة دوز، حتى تبهرك نظافة الأرصفة، تنسيق الحدائق، ومداخل المدينة المزدانة بالنخيل والزهور الصحراوية.
الطرقات مرصوفة بعناية، حاويات النفايات موزعة بطريقة علمية، وأماكن الترفيه نظيفة وجاهزة لاستقبال العائلات والزائرين.

حتى الأسواق الشعبية التي كانت تئن من الفوضى، تحوّلت إلى فضاءات حضارية نظيفة، تعكس احترامًا يوميًا للمكان والمواطن.

زياد البكريقائد إداري برؤية حازمة وروح ميدانية
في صلب هذا التحوّل الباهر، يبرز اسم زياد البكري، الكاتب العام لبلدية دوز، والمكلف بتسيير شؤونها. رجل الإدارة الذي يحمل على كتفيه تجربة مهنية لامعة، اشتهر حيثما مرّ بـ:
– انضباطه الإداري
– التزامه بالتواجد الميداني
– شفافيته في اتخاذ القرار
– قدرته على تحويل الأفكار إلى مشاريع ملموسة
أشرف البكري على خطة متكاملة للنظافة والصيانة، شملت أحياء المدينة كافة، وحدّد أولويات العمل البلدي وفق منطق الشراكة مع المجتمع المدني، والتفاعل الدائم مع مشاغل المواطنين. وهو لا يكتفي بتوقيع المراسلات، بل يتنقّل يوميًا بين الورشات، ويحرص على متابعة أدق التفاصيل، من صيانة حاوية نفايات إلى زرع شتلة جديدة في حديقة عمومية.
دعم جوهري من والي قبلي المعز العبيدي
نجاح بلدية دوز ما كان ليتحقق لولا الدعم المباشر والفعلي من والي قبلي، السيد المعز العبيدي، الذي أدرك منذ البداية أن الجمال والنظافة ليستا رفاهًا، بل حقًّا مدنيًا وتحديًا تنمويًا.

الوالي وجه توجيهات دقيقة لكافة البلديات في الولاية، لكن بلدية دوز، بتفاعلها الذكي واستعدادها الإداري، كانت أول من التقط الرسالة، وفعّلها على أرض الواقع.

ومن خلال زيارات ميدانية متعددة، وإشرافه على برامج التحسين الحضري، قدم الوالي دعمًا حقيقيًا للهيكل البلدي، مما عزز ثقافة العمل المستمر والمراقبة والمتابعة.
بلدية سياحية بمعايير عالمية
تُعرف دوز بكونها واحدة من أبرز الوجهات السياحية في تونس، تستقطب سنويًا آلاف الزوار من داخل البلاد وخارجها. لكن الحفاظ على صورتها النظيفة يتطلب جهدًا مضاعفًا نظرًا لتوافد الأعداد الكبيرة والتنوع في الأنشطة.

وهنا نجحت البلدية في تقديم نفسها كـ”وجهة نظيفة للسياحة الصحراوية”، من خلال:
– صيانة المسالك السياحية
– تطوير ساحات العرض والترفيه
– نشر التوعية البيئية بين الحرفيين والتجار
– تشجيع المشاريع الخضراء والمبادرات البيئية

شهادات حيّة من المواطنين
“لم نرَ مدينتنا بهذا الشكل منذ سنوات… زياد البكري كأنه يعيش معنا في الحي. النظافة يومية، الفرق تشتغل حتى في نهاية الأسبوع”، تقول إحدى المواطنات. “الناس تتحدث عن دوز في كامل الجنوب… فخر لنا أن نكون من هنا”، يقول شاب من سكان المدينة.
الختام: من بلدية إلى نموذج وطني
تجربة دوز اليوم ليست مجرّد إنجاز إداري، بل هي نموذج يُحتذى به في تونس. بلدية عرفت كيف تتجاوز محدودية الموارد عبر الكفاءة والشفافية والانخراط المجتمعي.

قيادة زياد البكري، ودعم المعز العبيدي، يصنعان من دوز قصة نجاح محلية بطموح وطني.
وإنّ هذا التميز، إذا استمر، فقد يحوّل دوز إلى علامة بيئية مسجلة، ويعيد الثقة للمواطن في مؤسساته.

الحبيب العرفاوي

مقالات ذات صلة

Leave a Comment