علياء بحيري ماتت لأن المنظومة قررت أن الـ67 دينار

#علياء_بحيري | ماتت لأن المنظومة قررت أن الـ67 دينار أهم من حياتها
“بنتك ما عندهاش كرني، لازمك تخلّص 67 دينار باش تتسجّل.”
هكذا قِيل لوالد علياء، تلميذة البكالوريا الناجحة بملاحظة “حسن جدا”، الحالمة بأن تصبح طبيبة.
لكن حلمها تكسّر عند بوابة مستشفى عمومي يُفترض أن يكون ملاذ الضعفاء.
دخلت علياء قسم الاستعجالي بمستشفى قفصة في حالة حرجة. الطبيب المناوب قام بواجبه وطلب التحاليل.
لكن إدارة المستشفى، بتعليماتها وتشريعاتها الجافة، أغلقت الباب أمام والدها حين لم يجد 67 دينارًا لدفع معلوم التسجيل.
عاد بها إلى المنزل مُثقلاً بالحزن والهم، وعاد بها في اليوم التالي بعد أن تدهورت حالتها… لكن الأوان كان قد فات.
انفجرت الزائدة، وماتت علياء بين يديه.
من المسؤول؟
ليس الفقر وحده… بل منظومة صحية تدار بعقليات باردة وتشريعات تجاوزها الزمن.
قانون يَمنع إسعاف مريض في قسم “الاستعجالي” قبل استخلاص مبلغ مالي، هو قانون قاتل.
إدارة لم تضع أي استثناءات ، هي إدارة فاشلة وعديمة الإنسانية.
علياء لم تمت بسبب مرضها… بل بسبب منظومة صحية مهترئة، وتشريعات تحوّلت إلى فخ قاتل للمواطن
نطالب:
بمحاسبة كل من تورّط في هذه الفاجعة من إدارة ومسؤولين.
بمراجعة عاجلة للتشريعات التي تحكم الاستعجالي وتمنع العلاج الفوري.
باعتبار الحق في العلاج حقا دستوريا لا يُقايض بالمال.
رحم الله علياء… وستبقى قصتها وصمة في جبين من جعلوا من الحياة ترفًا مشروطًا
ياسين سلامة 

مقالات ذات صلة

Leave a Comment