في إطار زيارة ميدانية إلى الجنوب التونسي، التقت ” مجلة الشارع ” بمعالي سفير اندونسيا بتونس السيد زهيري مصراوي و حطفنا معه حديث حول انطباعاته حول ولاية قبلي ومعتمدية دوز، و سلطنا ً الضوء على الجمال الطبيعي الذي تزخر به المنطقة، وعلى الفرص الكبيرة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصاً في مجال تصدير التمور.
قبلي… أرض النخيل التي تمنح الحياة
وأوضح معالي السفير أنّ ولاية قبلي تُعدّ من أهم المناطق الفلاحية في تونس بحكم غِنى أراضيها بالنخيل وتنوع أصناف التمور فيها. و و افاد ان خلال جولته، اطّلع على طرق زراعة النخيل، أساليب الري، وأنواع التمور وخاصة “دقلة نور” التي تملك حضوراً قوياً في الأسواق العالمية.
وأشار إلى أنّ الأهالي ينظرون إلى النخلة باعتبارها “مصدر بركة”، وهو تصور يتقاطع مع ثقافة العديد من الشعوب الآسيوية التي تحترم الأشجار المثمرة وتعتبرها رمزاً للعطاء والاستمرارية.
دوز… ليست ولاية ولكنها صحراء تنبض بالحياة
وشدّد السيد زهيري مصراوي على ضرورة التوضيح بأن دوز تمثل نقطة جذب عالمية لما تملكه من مقومات سياحية وصحراوية نادرة، ولما تضمه من مهرجانات وتقاليد تراثية أصيلة.
وأكد أنّ زيارة دوز تمنح الزائر إحساساً خاصاً، وتحمل نوعاً من الهدوء الصحراوي العميق الذي يجذب الإندونيسيين ويخلق لديهم شعوراً بالراحة والدهشة في آن واحد
التمور التونسية… نحو تعاون أكبر مع السوق الإندونيسية
وفي حديثه عن الجانب الاقتصادي، كشف معالي السفير أنّ صادرات التمور التونسية الموجهة إلى السوق الإندونيسية تتراوح حالياً بين 8 آلاف و10 آلاف طن سنوياً.
وأضاف أنّ السوق الإندونيسية، بحجمها السكاني الضخم ومستوى الطلب المتزايد على التمور ذات الجودة العالية، قادرة على استيعاب ما لا يقل عن 20 ألف طن سنوياً.
وأشار إلى أنّه ناقش هذا الموضوع مع رجال الأعمال في قبلي ودوز، وأكّد لهم أن الفرصة متاحة لتوسيع التبادل التجاري، وأنّه يعمل على وضع الخطوات العملية اللازمة بالتنسيق مع الجانب التونسي، وبصفة خاصة عبر التوجه نحو اتفاقية جديدة مع الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بهدف الرفع التدريجي لكميات التصدير.
كما أفاد بأنّ ملف تطوير المبادلات التجارية سيظل محل متابعةٍ مستمرة من الجانب الإندونيسي لضمان المرور إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
تونس في نظر الإندونيسيين
وتحدّث السيد زهيري مصراوي عن أنّ الشعب الإندونيسي ينظر بإعجاب كبير إلى تونس، لما تتمتع به من ثقافة عريقة، واهتمام بالطبيعة، وتنوّع جغرافي يجعلها بلداً محبوباً لدى الزائرين من شرق آسيا.
وأضاف أنّ الجنوب التونسي يمتلك خصوصية جمالية لا تشبه أي مكان آخر، وأنه يحمل طاقة روحية وهدوءاً يجعل الزائر الإندونيسي يشعر بارتياح كبير
تحية إلى أهالي الجنوب
وفي ختام حديثه، عبّر عن تقديره الكبير لسكان قبلي ودوز، مؤكداً أنهم “شعب أصيل، مضياف، ويحمل قيماً إنسانية رفيعة”، ومعتبراً أنّ هذه العلاقات الإنسانية تشكل أساساً قوياً لأي تعاون اقتصادي أو ثقافي في المستقبل.
وقال إن الشعبين التونسي والإندونيسي يشتركان في حب الحياة، احترام الطبيعة، والإيمان بأن الحضارة تُبنى بالعمل المشترك والاستثمار في القيم الإنسانية.
خلاصة الحوار
يُظهر هذا الحوار غير المباشر تفاؤلاً كبيراً بمستقبل العلاقات بين تونس وإندونيسيا، خاصة في قطاع التمور الذي قد يتحول إلى أهمّ بوابات التعاون الاقتصادي بين البلدين.
حاوره الحبيب العرفاوي
أرقام حديثة عن التجارة بين تونس وإندونيسيا
| البند / المؤشّر | القيمة / المعلومة |
| إجمالي صادرات تونس إلى إندونيسيا(2023 | ≈ 48.45 مليون دولار |
| صادرات تونس إلى إندونيسيا تشمل — فواكه/ثمار/تمور، آلات ومعدات، أسماك/أحياء مائية، معدات بصرية/طبية … | ضمن قائمة صادرات 2023 |
| واردات تونس من إندونيسيا (2023 | ≈ 122.17 مليون دولار |
| صادرات إندونيسيا إلى تونس (2024 | ≈ 113.33 مليون دولار |
| واردات إندونيسيا من تونس (2024) — بخاصة فواكه/تمور وأسماك/أحياء مائية |
