هذه مقابلة أجريتها قبل ١٤ عامًا مع نجوى كرم ماذا قالت:
* ست نجوى، هل المرأة في لبنان لديها وعي سياسي؟
– طبعاً لديها وعي سياسي خصوصاً في ظل الأحداث الأخيرة المتتالية التي صارت جزءً من حياتها اليومية وستكون متابعة لهذه الأحداث وإن كان ليس من خلال التلفزيون فمن خلال زوجها.
* هل لديها وعي حول حقوقها؟
– بقدر ما تعطين المرأة حقوقها تظل تطالب بالمزيد.
* ماذا تقصدين؟
– إن قلتِ لها أن لها وزارة (بصير بدا رئاسة جمهورية.. إذا بتعطيها رئاسة الجمهورية بتصير تقلك بدا الكونغريس). لا أعرف كم يلزم المرأة لأن تحصل على حقوق دون أن تنسى تقديم واجباتها الأساسية كامرأة.
* ليس لديها حقوق في لبنان وتعتبر من الدرجة الثانية.
– (ليش درجة تانية)؟!
* لأنها مواطنة من الدرجة الثانية، لأن القوانين اللبنانية مثل قانون الجنسية هذا غير قوانين الأحوال الشخصية التي لا علاقة لها بالدولة.. قانون الجنسية يعود للعام 1925 أي قبل الإستقلال في العام 1943 والدستور اللبناني مكتوب في العام 1927 وقبل الإستقلال أيضاً.. هذا يعني أن الرجل لديه حظ الأنثيين أي يحق له إعطاء الجنسية لزوجته وابنه الأجانب، بينما لا يحق للمرأة ذلك وهذا الأمر يتناقض مع الدستور. المرأة تدخل إلى مجلس الوزراء بعد أن تكون قد ورثت المنصب عن والدها أو عمها أو جداها. (في شي مرة بتترشح غير بدا تكون) ضمن لائحة رجل زعيم من عائلة محترمة ليأتي بها إلى الوزارة أو المجلس.
– صح، من هذه الناحية لا حقوق للمرأة لكن أنا أساساً مع حقوق المرأة التي تحترمها كإنسانة شرط أن لا تنسيها واجباتها كامرأة.. مثلاً أرفض أن أكون وزيرة و(جيب ديليفيري على البيت) لإطعام أولادي.. أرفض أن يكون لدي منصب وأن أرتدي البنطال وأطلب من زوجي أن (يحفضّ الولد).. أما بالنسبة للأمور السياسية، إن كانت تستطيع المرأة أن توفق ما بين عدم طلب الطعام الجاهز من الخارج أوافق على أن تتكلم بالسياسة لكني ضد الكثيرات اللواتي تتكلمن بالسياسة ويهملن واجبات منزلهن.
* مثلاً فشلت تجربة مجلس النساء الأعلى في لبنان لكنهم في العمل السياسي والعمل النضالي على الأرض وكلهن أنوثة.. المشكلة الأساسية كيفية التعاطي القانوني معنا مثل المجلس النيابي الذي لم يعطِ حقوق للمرأة.
– لا أرى أن المرأة تنجح كثيراً في المجال السياسي بل في الأمور الإجتماعية تنجح أكثر.
* لنفرض أنكِ تزوجت من أميركي..
– أصبح أميركية وهو لن يصبح لبنانيًا.
* ولنفرض أيضاً أنكَِ أنجبت ولداً.. هل تعلمين أن ابنك يقيم في لبنان مثله مثل السيرلنكي أو الفيليبيني أو الباكستاني او السوري؟
– المفروض أن تمنح الأم الجنسية لابنها كما جميع القوانين العالمية مثل أميركا، كندا وسويسرا.. في هذا الأمر أنا مع حقوق المرأة.
* لن يرد عليك الرجال والنساء يطالبن بهذا الحق منذ أكثر من 50 عاماً ولم يعطَ لهم.
– يخافون.
* من يخاف؟
– الرجال يخافون.
* مِن مَن يخافون؟
– يخافون من المرأة.. (المرأة القوية مش لعبة).. يخافون من قوة المرأة إن أعطوها سلطة.
* لكن بما أنهم لم يمنحونها السلطة فهي تنجب جيل سيء.. لأنها مظلومة تظلم أولادها أيضاً وبالتالي زوجها لأن حقوقها منتقصة وترفض إعطاء حقوق للآخر.
– الموضوع حساس ودقيق وفي السابق كانوا يخافون كثيراً.. ربما إن تعدلت الأمور في الوقت الحاضر بسبب الانفتاح عندها تستطيع المرأة أن تنال حقوقها (شوي شوي).. ربما الآن (بشكل كتير قوي) إن طالب النساء بحقوقهن على هذا الصعيد ينالونها لأن هذا من حقهن الشرعي. (ليش بدا تكون جارتها من جنسية أخرى قادرة تحمّل ولادها وزوجها جنسية بلد آخر).. ربما الآن الزمن تغير وأصبح بالتالي على المرأة أن تحدث هذا التغيير.. لكل للزمن ظروفه ربما ظروف زمننا مريحة أكثر.
* هل أعجبتك التجربة التونسية؟ انتصرت المرأة التونسية وفرضت 60% بالإنتخابات.. في مجلس النواب التونسي ينبغي أن يكون عدد أعضائه بالتساوي أي نصف رجال ونصف نساء..
– تطالب المرأة التونسية بحقوقها بشكل واعي وجدي منذ زمن والتي من خلالها لا تحاول السيطرة على الرجل لأن السيدة التونسية في النهاية لا تجعل الرجل يشعر أنه أنثى لكني أخاف في بعض الأوقات في أي بلد أن تجعل المرأة الرجل يشعر بأنه إمرأة لأن المنطقة عندها ستختل.
* إن أردت أن أكون جريئة في سؤالي.. أنت سيدة قوية كثيراً وحاضرة بقوة والرجل يخاف منك. لكنك في الحقيقة..
– يخاف مني قبل أن يتعاطى معي لكن بعد تعاطيه معي..
* يعلم أنك أنثى وربة بيت جيدة..
– أحب أن أغذي له رجوليته كي أشعر أنا بأنوثتي وأحب أن ألعب دوري، وإن لم ألعب دوري في الحياة من خلال دوره كرجل لا يعود يعجبني.
* صح، العلاقة لا تكون عندها طبيعية.
– لا يعود يعجبني كرجل وأبحث عن غيره.
* كما أني أشهد أنك تدخلين المطبخ وتتقنين دورك كـ سيدة صالون وسيدة مطبخ وفي نفس الوقت أنت إمرأة تعرفين كيف تحصلين جميع حقوقك وهذا دليل آخر أنه عندما تحصل المرأة على حقوقها كاملةً لا تعود تشعر بالظلم أو تقوم بردة فعل.
– بالظبط وأهم شيء أن لا تشعر المرأة بنقص وأن لا يُنتقص منها شيئاً إن لم تحصل على حقوقها.. في النهاية الدولة تقرر وهذا ليس قرار شخصي.
* ليس لدينا دولة بل مجموعة دكاكين..
– ليس فقط على هذا الصعيد بل على كل الأصعدة. (يا دوبك الدولة تزفت الطرقات) تهتم بالبيئة، تعالج مشاكل الكهرباء والإتصالات التي نعاني منها.. بالنسبة للوضع الحالي أرى أنه من الكماليات أن تنظر الدولة إلى حقوق المرأة مقارنة مع الوضع السياسي.
* برأي بما أن الدولة قادرة على إلغاء نصف المجتمع وتقهر نصف الجمتمع فيصبح سهلاً لديها أن تقهر النصف الآخر.
– لا أعرف، كم يمكنني التكلم عن دولتي التي تعاني من آثار ثلاثين سنة من الحرب.
* تعاني من الإقطاعية..
– لنتكلم إذن عن المسببات. هذا يعني أن الموضوع الذي نتكلم عنه Super كماليات لنرى أولاً ما هو الحجر الذي يقف عثرة بدربنا وما الشيء الذي يقف في دربا كي نستطيع أن نصل إلى الحقوق التي أعتبرها كماليات.
* إذا كنا نحن نصف الجمتمع لا دور لنا.. هل تعلمين أنه لا يحق لي أن أكتب مواضيع سياسية بحسب القانون الذي يعود للعام 1962 كما أنه لا يمكنني أن أملك مجلة سياسية.. من يسن هذه القوانين غير المجلس التشريعي أي المجلس النيابي.. وأي إمرأة دخلت وعملت على هذه القوانين؟
– (شافوا أن الرجال مش قادرة تكون قدها).. النساء أنقص من الرجال بطريقة التفكير لأن العاطفة تلعب دوراً مهماً عندهن.
* تكلمت مع المناضلة الكبيرة الدكتور نور سلمان واتفقنا على إقامة لجنة تأسيسية للإقلاع بمشروع وتجمع نسائي جديد دون معاداة أي تجمع يعاني. هل تشعرين أنه باستطاعتك أن تكوني وسط هذا التجمع للمطالبة بحقوق المرأة؟
– هناك عدة أمور تدل على معاناة المرأة اللبنانية وتشعر أنها يجب أن تكون من حقوقها. أنا مع أن تتخلص المرأة اللبنانية من معاناتها بواسطة هذه الحقوق، وأمشي في المشروع.. أنا أتكلم فقط عن الأمور التي تجعلها تعاني لا الأمور التي تجعلها مزخرفة بل الموضوع الأساسي هو حقوق الإنسان.
* أيوه. أي كل ما يتعلق بحقوق الإنسان خصوصاً أن لبنان وقّع على اتفاقية دولية ويخترق هذه الإتفاقيات التي وقّع عليها بإهانة المرأة عبر القوانين اللبنانية.
– لا يحق لهم باحتقار المرأة.. تستطيع المرأة أن تنتفض وتقول لا.. كلمة الـ لأ ليست صعبة.
* في هذه الحالة هل تؤيدين صبايا مشروع جنسيتي؟
– أكيد، لأن هناك أمهات تبكين بحرقة.. لأن الزمن اضطرهم على القدوم من الخارج إلى لبنان ولا يستطعن أن يعيش أولادهن معهن كذلك بالنسبة لأزواجهن. (بدن يعملوا إقامات وكل إقامة بدا تجديد). لمَ تستطيع أن تمنح المرأة جنسيتها في كل بلاد العالم لأولادها وزوجها ما عدا لبنان؟!
* بإمكاننا توجيه تحية للقاضي جوني قزي الذي أقام أول مشوع من نوعه وأعطى إمرأة لبنانية حق أن تعطي الجنسية لأربعة أطفال يتامى من رجل مصري، فادعت الدولة ضدها واستأنفت القرار وتحاول منعها من الحصول على هذا الحق.
– كمواطنة أنا تحت القانون..
* القاضي قزي طبّق القانون..
– القاضي إنساني وشعر معها كإنسانة ولم يفكر بأي أمر له.
* بالعكس طبّق الدستور اللبناني. بينما الدولة اللبنانية استأنفت القرار وادعت عليها.
– لماذا إن كان يسمح الدستور بهذا الأمر؟!
* يلعبون على الدستور.
– لا يحق لأحد أن يلعب على الدستور.
* إذن تناصرين القاضي وقراره والسيدة؟
– أناصر كل من يتكلم بحقوق الإنسان وما يسمح فيه دستورنا.
* يتضمن الدستور في المادة التاسعة: الحقوق والواجبات متساوية بين الرجل والمرأة..
– إذا متساوية كجنسية.
* في كل شيء. للرجل والمرأة كامل الحقوق وعليهما كامل الواجبات دون تفرقة.
– هناك تفاصيل.
* أبداً، التفاصيل لم يذكرها الدستور.
– أنا أكيد مع تطبيق الدستور اللبناني.. (ليش في إشيا بدنا نطبقها بالدستور وإشيا لأ). تضعون يافطة تسلطون الأضواء من خلالها على إعادة النظر بالمادة التاسعة بالدستور اللبناني (وخلص).
* عندما صدّر القاضي هذا القرار بالتشكيلات أقاله وزير العدل من منصبه لمستشار.
– لا يحق لأحد أن يمس بالدستور أي كان.. فهو قانوننا في لبنان. (ليش إسمو الدستور اللبناني)؟! عندما نقول تحت القانون هذا يعني أن أي كان يجب أن يكون تحت القانون.
نضال الاحمدية
هذا الحوار اجريته مع نجوى كرم في العام ٢٠١١
og_img