قال الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، إن يهود العالم في خطر، بسبب ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو، الخطة التي يعمل بها ستدفع اليهود للاصطفاف والهجرة إلى أمريكا وأستراليا بدلا من الذهاب إلى “إسرائيل”.
وأوضح بمقال في صحيفة نيويورك تايمز، ترجمته “عربي21” إن، أن الأمر لن يكون جيدا، حيث ستصبح سيارات الشرطة والأمن الخاص في المعابد اليهودية والمؤسسات اليهودية هي القاعدة بشكل متزايد.
وأضاف “ستعتبر إسرائيل، بدلا من أن ينظر إليها اليهود كملاذ آمن من معاداة السامية، محركا جديدا يولدها. وسيصطف الإسرائيليون العقلاء للهجرة إلى أستراليا وأمريكا بدلا من أن يشيروا إلى إخوانهم اليهود ليأتوا إلى إسرائيل. هذا المستقبل البائس لم يتحقق بعد، ولكن إن لم تتضح معالمه لك، فأنت تخدع نفسك”.
واستدرك قائلا إنه “ولحسن الحظ، يشهد عدد متزايد من طياري سلاح الجو الإسرائيلي المتقاعدين وأفراد الاحتياط، بالإضافة إلى ضباط الجيش والأمن المتقاعدين، هذه العاصفة المتصاعدة، ويعلنون أنهم لن يصمتوا أو يتواطؤوا مع سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القبيحة والعدمية في غزة“.
وتابع “بدأوا يحثون اليهود في أمريكا وأماكن أخرى على رفع أصواتهم نداء استغاثة: أنقذوا سفينتنا قبل أن تصبح وصمة العار الأخلاقية المتفاقمة للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة لا رجعة فيها”.
وقال إن “إسرائيل دمرت قدرة حماس كتهديد عسكري وجودي قبل أشهر. وبناء على ذلك، ينبغي على حكومة نتنياهو إبلاغ إدارة ترامب والوسطاء العرب بأنها مستعدة للانسحاب من غزة على مراحل، وأن تحل محلها قوة حفظ سلام دولية عربية فلسطينية شريطة أن توافق قيادة حماس على إعادة جميع الأسرى الأحياء والأموات المتبقين ومغادرة القطاع” وفق وصفه.
وأضاف فريدمان: “لكن إذا مضت إسرائيل قدما في وعد نتنياهو بإدامة هذه الحرب إلى أجل غير مسمى سعيا لتحقيق نصر شامل ضد كل حمساوي، إلى جانب خيال اليمين المتطرف بتطهير غزة من الفلسطينيين وإعادة توطين الإسرائيليين فيها، فعلى اليهود في جميع أنحاء العالم أن يعدوا أنفسهم وأطفالهم وأحفادهم لواقع لم يعرفوه قط: أن يكونوا يهودا في عالم تعتبر فيه الدولة اليهودية دولة منبوذة – ومصدر عار لا فخر” بحسب ما قاله.
وعزى ذلك إلى أنه في يوم من الأيام، سيسمح للمصورين والمراسلين الأجانب بدخول غزة دون حراسة من الجيش الإسرائيلي. “وعندما يحدث ذلك، ويتضح للجميع هول الدمار هناك، فإن رد الفعل العنيف ضد إسرائيل واليهود في كل مكان قد يكون عميقا”.
وقال: “أتحدث كيهودي يؤمن بحق الشعب اليهودي في العيش في دولة آمنة في وطنه التوراتي إلى جانب دولة فلسطينية آمنة، وأنا أركز الآن على قبيلتي، والتي إذا لم تقاوم لامبالاة هذه الحكومة الإسرائيلية المطلقة بعدد المدنيين الذين يقتلون في غزة اليوم وكذلك محاولتها دفع إسرائيل نحو الاستبداد في الداخل من خلال التحرك لإقالة المدعي العام المستقل فإن اليهود في كل مكان سيدفعون ثمنا باهظا”.